خالد الضاهر “يقاتل” فجأة الى جانب حزب الله! ماذا يحصل؟

وجدي العريضي- النهار

تشهد الساحة الداخلية مرحلة اصطفافات سياسية مغايرة عن السابق بانت بوضوح في الآونة الأخيرة، تتمثل في موقف النائب السابق خالد الضاهر الذي أكد دعمه لـ”حزب الله”، وقال إنه “مستعد أن يقاتل في الجنوب”.

معروف عن الضاهر أنه كان من الحلقة الضيقة المقربة من الحريرية السياسية، وتاليا من المنتفضين دائماً بوجه الحزب، حتى انه سمي آنذاك “النائب المتطرف” لشدة مواقفه، وفي بعض المحطات ذهب إلى دعم الرئيس ميشال عون قبيل وصوله الى رئاسة الجمهورية، وأعلن أنه مستعد أن ينتخبه وأيده لهذا الموقع. فهل هذه المواقف لـ”زكزكة” بعض خصومه والأطراف على الساحة السنية؟ أم أن لها حسابات خاصة عنده؟ ولعله قرر التموضع إلى جانب “حزب الله”، فلا يُستبعد إذا استمرت هذه المواقف، وقد يزور لاحقا الضاحية الجنوبية ويصبح من المؤيدين والداعمين لـ”خط الممانعة”.

بالعودة إلى بلورة مواقف الضاهر، لم يجب بداية عن الاتصالات الهاتفية المتكررة، لكنه أكد شكره وتقديره لمواقف “حزب الله” في مواجهة إسرائيل دعماً لغزة وأهلها، مبررا ذلك بأنه “موقف لا يمكن إلا تبنيه، فأنا لا أدافع عنه، إنما هو يقف إلى جانب قضية محقة، ويدافع عن غزة وأهلها ويقدم الشهداء، فكيف لا أكون إلى جانبه؟ كولومبيا أيضاً أشكرها، وجنوب إفريقيا وإسبانيا ودول عديدة وقفت إلى جانب غزة، وكل جامعات العالم تضامنت، فهل من الغريب أن نقف إلى جانب حزب الله؟” ويشير الى أن “على العرب الانتباه ودعم غزة والشعب الفلسطيني”، سائلاً “أين الدبابات والصواريخ والطائرات وكل القوة؟ ماذا ينتظرون؟ إنهم يترقبون أن تنهي إسرائيل حماس، “شو ناطرين بعدن”؟ هل ينتظرون الموجة الإيرانية أو مشروع طهران؟ فسرايا المقاومة ليست في زواريب طرابلس والضنية وغيرها، بل هي في الجنوب للدفاع عن أهلنا في غزة ووقف المذابح الإسرائيلية، وهذا ما يحصل اليوم”.

لماذا عاد الضاهر إلى الواجهة مجددا بعد هذا الصمت الطويل ومواقفه التي كانت ضد “حزب الله” و”التيار الوطني الحر”، ليصبح إلى جانب التيار البرتقالي والحزب؟ يقول إنه أخذ استراحة قصيرة وعاد إلى الواجهة ليقوم بواجبه، وهو بعد التحرير كان أول من ذهب إلى صيدا ومعه مئة شاب من عكار، واليوم مستعد للقيام بأي واجب للدفاع عن غزة، فلا مشكلة لديه في أن يقاتل إلى جانب الحزب دفاعاً عن فلسطين وأهل غزة في مواجهة العدو الإسرائيلي والمذابح التي ترتكب في حق الأطفال والشيوخ والنساء.

وعلى خط مواقف نواب عكار والشمال تحديداً مما يعلنه الضاهر ويستغربه البعض، وخصوصاً دفاعه عن “حزب الله”، رفض معظم النواب الحاليين والسابقين الخوض في هذه المسألة، ولم يعلقوا على ما قاله، وأشار أحدهم إلى أن “هذا هو الضاهر، صاحب المواقف المتقلبة ليلاً ونهاراً، فهو يكون ضد طرف ويقوم بحملات شرسة عليه، ومن ثم يقف إلى جانبه، فلديه أجندته وظروفه الخاصة وسواها، لكننا لن ندخل معه في أي مهاترات أو تعليق، فكلنا ضد إسرائيل التي هي العدو، ونحن تاريخياً إلى جانب القضية الفلسطينية، ودفعنا الغالي والنفيس في سبيل هذه القضية، فلا أحد يزايد علينا، وهي من الثوابت والمسلمات”.

وأخيراً، يستدل من مواقف الضاهر أن لديه حساباته، وربما أراد توجيه رسالة للبعض من خلال هذه المواقف، خصوصاً أنه معروف بالانفعال في مواقفه، ودائماً يذهب في خطاب تصعيدي ناري ضد طرف معين، ويعود ويطلق النار على أطراف آخرين، لكن وفق المتابعين، يحق لأي نائب وسياسي أن يقول ما يشاء، فهذا هو المنحى الديموقراطي الذي يتحلى به البلد، وليس بغريب أن يقف إلى جانب “حزب الله” ويدعمه في قتاله إسرائيل، لأن كثيرين من النواب في الشمال وعكار هم إلى جانب القضية الفلسطينية، ويدينون يومياً المجازر التي ترتكب بحق الفلسطينيين، فيما البعض الآخر الذي سبق أن هاجم الحزب مراراً، يقف معه في معركته اليوم ضد إسرائيل ودفاعاً عن غزة.