الخلاف الداخلي أبعد من الرئاسة…قضايا جوهرية يجب بتّها

مع عودة اللجنة الخماسية العربية والدولية الى استئناف حراك سفرائها على خط ملء الشغور الرئاسي وتفعيل الاتصالات المحلية والخارجية المواكبة لهذا الملف، تستمر مبادرة رئيس المجلس النيابي نبيه بري الحوارية المتجددة متفاعلة في الاوساط السياسية ومحدثة بعض التباينات بين الكتل النيابية خصوصا داخل صفوف المعارضة التي انقسمت بين مؤيد ومعارض لها ،مع انها بقيت موضع درس لدى المعنيين بالاستحقاق الرئاسي داخليا ولدى المجموعة الخماسية وهي كانت ايضا محل بحث في لقاء الرياض الاخير بين الموفد الفرنسي الوزير جان ايف لودريان والمستشار في الديوان الملكي السعودي والمكلف الملف اللبناني نزار العلولا في ضوء ما نقله السفير السعودي في لبنان وليد البخاري الى هذا اللقاء ، خصوصا انه كان التقى الرئيس بري قبل اعلانها وقبل ساعات من مغادرته الى بلاده للمشاركة في اجتماع العلولا ولودريان .
يذكر ان تجديد بري دعوته للتشاور ،على ما تقول مصادر عين التينة، نابع من ايمانه بأن الحوار هو السبيل الوحيد لانتخاب رئيس الجمهورية انطلاقا من الخصوصية اللبنانية التي يحكمها التوافق والتي اعتقد ان الجميع يدركها وربما لا يعترف بها لاعتبارات خاصة .

عضو كتلة الجمهورية القوية النائب رازي الحاج يقول “المركزية” في السياق ، مع انتهاء العطلة الصيفية عادت الملفات لتتحرك من قبل المتابعين والمهتمين يتقدمهم الرئيس يري الذي عاد لطرح مبادرته المتعارضة اصلا مع الدستور القائل بجلسة انتخاب بدورات مفتوحة لا باقفال المحضر بذريعة عدم تعطيل دور المجلس .في حين هو في الحقيقة يتخوف من ايصال المعارضة مرشحها خلافا لارادة الثنائي على ما تبدى من جلسة الرابع عشر من حزيران الاخيرة التي حاز فيها مرشح المعارضة على59 صوتا وكان من الممكن توفير الفوز له بجلسة ثانية او ثالثة لو بقيت الجلسة مفتوحة ولم يقفل محضرها ويطير نصابها .خلاصته الازمة هي في الجوهر والمضمون لا في الشكل، على ما يصوره الثتائي الشيعي المتمسك حتى اللحظة بمرشحه .ولا يرضى التخلي عنه رغم كل ما يقال، خلافا لذلك ويشيع عبر مصادره او ينقل عن اعضاء اللجنة الخماسية لجهة توافقها على سلة من الاسماء سوف تطرحها على الفرقاء للتوافق على واحد او اثنين منها.
ويتابع :القضية لم تعد مقتصرة على ملء الشغور الرئاسي وحسب . هناك خلافات اساسية حول العديد من القضايا الجوهرية تحتاج الى البحث والتوافق بشأنها . من هنا كانت دعوة رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع الى انتخاب الرئيس اولا ليدير لاحقا حوارا معمقا حول سد الثغرات الدستورية والاصلاحات الواجبة وكل ما يباعد بين اللبنانيين اليوم خصوصا السلاح غير الشرعي التي لن تعود الطائفة الشيعية بحاجة اليه في حال وجود الدولة القوية الحاضنة والضامنة لجميع ابنائها.