إسرائيل ترفض وقف النار.. مرحلة جديدة ومواجهة فوق البحر

تصرّ إسرائيل على إحراق كل المراكب في حربها على لبنان. ترفض كل الصيغ المقترحة لوقف إطلاق النار. ربما هي تستشعر قوة بفعل “الانجازات” فتطمع أكثر بمواصلة المزيد من العمليات وصولاً إلى الاجتياح البرّي. كان اتفاق ترسيم الحدود البحرية في العام 2022 والذي أتاح لتل أبيب بدء استخراج الغاز من حقل كاريش، هو الورقة الأساسية التي تراهن عليها القوى الدولية في سبيل منع انفجار الحرب الكبرى. لكن إسرائيل قلبت الطاولة بإعلانها عن الاستعداد لإلغاء الاتفاقية. يوم الأحد صدر عن المسؤولين الإسرائيليين موقفان، الأول نسب إلى وزير الخارجية باستعداده لإلغاء اتفاقية الترسيم البحري، والآخر نسب إلى مصدر قريب من نتنياهو حول استعداده لإلغاء اتفاقية الغاز.
وفي سياق العدوان الإسرائيلي على لبنان، قال وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين، إننا “نبحث عن ثغرة لإلغاء اتفاق الغاز الفاضح مع لبنان”. وأشار كوهين، إلى أن “توقيع اتفاق الغاز مع لبنان كان خطأ منذ البداية وسوف نحرص على تصحيحه”. جاء ذلك، في تصريحات أدلى بها كوهين، الأحد، لإذاعة الجيش الإسرائيلي، على وقع هجمات عنيفة يشنها الجيش الإسرائيلي على لبنان أوقعت آلاف الشهداء والجرحى. واعتبر أن اتفاق الغاز الذي وقعته إسرائيل مع لبنان في ظل حكومة التغيير التي تناوب على رئاستها نفتالي بينت ويائير لبيد “كان خطأ منذ البداية”، وقال كوهين: “أبحث عن طريقة أو ثغرة لإلغاء اتفاق الغاز الفاضح الذي تم توقيعه مع لبنان”.

الثغرة والابتزاز
النقطة التي يمكن لإسرائيل أن تستند عليها في إلغاء اتفاق الترسيم هي عدم الوصول إلى حلّ حاسم ونهائي لنقطة B1 وهي آخر نقطة برية وأول نقطة بحرية والمساحة البحرية التي تمتد منها وهي تعرف بـ”خط الطفافات”. لم تُحسم عملية ترسيم هذه النقطة إذ أن إسرائيل تطالب بها بينما لبنان يتمسك بمليكتها وبقائها تحت سيادته. وهي الثغرة التي يمكن لوزير الطاقة الإسرائيلية التسلل منها لإلغاء الاتفاق. أو أنه يبقي هذه الورقة بيده في إطار مواصلة الضغوط عن لبنان. أما ما صدر في إسرائيل عن إلغاء اتفاقية الغاز، فهي رسالة واضحة ومباشرة موجهة إلى كل القوى الدولية بأن تل أبيب لا تريد أن تخضع للابتزاز أو الضغط أو التهديد باحتمال استهداف المنصات لحرمانها من تصدير الغاز، فاستبق الإسرائيليون الأمر بهذا التسريب للقول إنهم غير معنيين بعمل الشركات المنقبة أو المستخرجة.
وللمفارقة أنه بعيد ساعات على هذه الأخبار الإسرائيلية، أعلن الجيش الإسرائيلي عن تصديه لطائرة مسيّرة أطلقها حزب الله كانت تستهدف حقل كاريش، ما يعني انتقال العمليات إلى مرحلة جديدة وهي المواجهة فوق البحر، وهو ما كان يتجنبه الطرفان سابقاً.

رفض وقف النار
من جهته قال وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، اليوم الإثنين، إن بلاده لا تريد وقف إطلاق النار في لبنان، وتصر على انسحاب حزب الله إلى ما بعد نهر الليطاني. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية “كان-ريشت بيت”، عن كاتس قوله إن “إسرائيل تريد انسحاب حزب الله إلى ما بعد الليطاني ونزع سلاحه”. وأبلغ وزير الخارجية الإسرائيلي نظراءه في 25 دولة أوروبية وعالمية أن الحكومة الإسرائيلية لا تريد وقفا لإطلاق النار في لبنان.
وأوضح الوزير الإسرائيلي أن تطبيق كل قرارات مجلس الأمن السابقة حول لبنان، سيتيح التوصل إلى وقف إطلاق النار. وطالما لم يحدث ذلك، أضاف كاتس: “ستواصل إسرائيل إجراءاتها لضمان أمن مواطني إسرائيل وعودة سكان الشمال إلى منازلهم”. بالإضافة إلى ذلك، قال وزير الخارجية الإسرائيلي إن اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، كان أحد أكثر “الإجراءات المضادة المبررة التي نفذتها إسرائيل على الإطلاق”، وأن نصر الله كان يخطط لمزيد من الهجمات ضد إسرائيل، على حد زعمه.