
في تطور لافت على صعيد الاتصالات الإقليمية، يفهم ان حزب الله يرحب بدور مصر في إدارة الملفات الحساسة مع إسرائيل، حيث علمت وكالة “أخبار اليوم” من مصادر مطلعة على أجواء الحزب أن الأخير يُبدي ارتياحاً لاحتمال دخول القاهرة على خط التفاوض غير المباشر مع إسرائيل، في مشهد يعيد إلى الأذهان الدور المصري في إدارة الاتصالات المعقدة خلال حرب غزة الأخيرة، وصولا الى وقف اطلاق النار، وصولا الى استضافة قمة شرم الشيخ للسلام بحضور الرئيس الاميركي دونالد ترامب.
وبحسب المصادر، فإن قنوات التواصل بين القاهرة والحزب لم تنقطع في الفترات الماضية، بل شهدت تنسيقاً مستمراً حول ملفات إقليمية حساسة، في ظل تقاطع المصالح حول ضرورة منع توسع المواجهة في الجنوب اللبناني إلى حرب شاملة جديدة.
وتشير المصادر ايضا إلى أن العلاقة الهادئة والمستقرة بين الحزب والسلطات المصرية تشكل أرضية صالحة لأي دور وساطة قد تضطلع به القاهرة، خصوصاً مع ما تتمتع به من ثقة لدى الأطراف الإقليمية والدولية، وقدرتها على التحرك بين الضاحية الجنوبية وتل أبيب في مسار تفاوضي معقد.
وتكشف المصادر عينها، أن الجانب المصري كان على تواصل مع ممثلين عن الحزب قبل زيارة مدير الاستخبارات المصرية اللواء حسن رشاد إلى بيروت مطلع الاسبوع، ما يوحي بأن القاهرة تستعد لتوسيع نطاق وساطتها من غزة إلى الساحة اللبنانية، في إطار مسعى شامل لاحتواء التصعيد في المنطقة.
ويقرأ مراقبون هذه التطورات على أنها إشارة إلى إدراك إقليمي متزايد بضرورة تفعيل الدبلوماسية الوقائية، خصوصاً بعد التحولات الميدانية في الجنوب، فيما يرى آخرون أن انخراط مصر في هذا الملف قد يمنحها دوراً محورياً جديداً في توازنات الشرق الأوسط.
وفي انتظار ما ستُسفر عنه الاتصالات الجارية في الكواليس، يبدو أن لبنان يدخل مرحلة جديدة من الحراك الدبلوماسي الهادئ، حيث تسعى العواصم العربية إلى لعب دور الوسيط بدل أن تكون مجرد متفرج على نيران المواجهة المحتملة.
شادي هيلانة – “أخبار اليوم”
