إستهدفت مسيّرة اسرائيلية اليوم سيارة على طريق عاريا. امس، في التوقيت ذاته تقريبا، استهدفت “فان” في النقطة ذاتها تقريبا، على طريق عام الكحالة- عاريا. وبعد الغارة، سُمعت أصوات انفجارات عدة، تبين ان سببها ذخيرة كانت تحملها الآلية المستهدفة، حيث أظهرت فيديوهات وصور مِن المكان، صواريخ مضادة للدروع متناثرة على الارض.
استهداف سيارات في هذه المنطقة ليس الاول من نوعه واستهداف اسرائيل عناصر الحزب ايضا، والاجرام الاسرائيلي الذي لا يعرف حدودا ولا يميز بين اطفال ونساء وعجّز ومدنيين ومقاتلين ولا يعير اي اعتبار للأعراف الدولية التي يفترض ان يتم إحترامها في الحروب، أمرٌ لا نقاش فيه، لكن ما يثير القلق منذ 8 تشرين وبات يثير القلق والدهشة في شكل أكبر، في الآونة الاخيرة، هو ان حزب الله بدوره، بات يشكّل خطرا على الناس وعلى الابرياء، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”.
عناصره وقياداته كانوا ولا يزالون يتنقّلون ويحتمون بين الناس ويستخدمونهم كدروع بشرية في مخالفة واضحة لقوانين الحرب، كما ان الحزب لا يزال يتنقّل بالأسلحة والصواريخ على الطرق العامة التي يسلكها الاطفال والطلاب والموظفون … هذا ناهيك بمخازن الاسلحة التي تبيّن أنه أنشأها في الاحياء والمدن السكنية.
لهذا السبب ربما، تضيف المصادر، الحكومة اللبنانية “الخاضعة” الى حد كبير لحزب الله، لا تحبّذ انضمام لبنان الى المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة اسرائيل على جرائم الحرب التي ترتكبها، ذلك انها تدرك ان المحاكمات قد تطال ايضا حزب الله!
هذا في اليومي. اما في المشهد الاكبر، تتابع المصادر، فإن حزب الله مصر على الاستمرار في الحرب وعلى فرض شروطه هو للتسوية، كما قال امينه العام نعيم قاسم امس، وعلى رفض تقديم اي تنازلات وكأنه منتصر في الحرب التي، وإن لم تشهد إجتياحا بريا، إلا أنها دمّرت الجنوب بأكمله ومعظم الضاحية الجنوبية لبيروت والبقاع… وبهذا التصلّب، إنما يؤمّن الذريعة لاسرائيل لتمضي قدما في الضربات التي باتت الى حد كبير “عبثية”، والتي تستهدف البلدات اللبنانية وتنفّذ فيها مجازر موصوفة.
مكابرة الحزب اذا، ورفضه مراعاة الداخل اللبناني والمأساة التي اتخذت أوجهًا لا تعد ولا تحصى، من الموت والى الدمار والتهجير والانهيار الاقتصادي والمعيشي والطبي، يجعلانه، للأسف، وبكل موضوعية، شريكا للعدو الاسرائيلي. لا وقف لآلة الموت هذه، إلا بتراجع الحزب، وبقبوله بأن ينكسر من اجل “انقاذ” اللبنانيين وما تبقى من لبنان.. فهل سيرضى بذلك ومتى؟
المصدر: المركزية