بشكل مكثف وضاغط، تسعى قوات الجيش الإسرائيلي للتوغل والسيطرة على مدينة الخيام في جنوب لبنان إلا أن ذلك لم ينجح بسبب المقاومة الشديدة التي ينفذها “حزب الله” هناك. ويحاول الجيش الإسرائيلي منذ عدة أسابيع إحداث أي خرق في الجدار الجنوبي، على أمل التسلل منه إلى مساحات أوسع في بلدات جنوب لبنان، وسط أنباء عن سيطرات غير مؤكدة هنا أو هناك. ويخوض الجيش الإسرائيلي اشتباكات عنيفة مع “حزب الله”، وثقتها مقاطع متداولة، سمعت فيها أصوات إطلاق كثيف للرصاص وتفجيرات قوية متواصلة.
ويأتي ذلك في وقت أكد فيه الحزب أن عناصره يتصدون للقوات الإسرائيلية ويعيقون تقدمه، وأعلن في بيان له أنه دمر خلال آخر 24 ساعة 3 دبابات “ميركافا”، في “الخيام” و”شمع” و”الجبين” ليصل عدد الدبابات المدمرة منذ 17 أيلول الماضي إلى 51 دبابة. وتعتبر إسرائيل الخيام بوابة إستراتيجية تمكنها من التوغل البري السريع، خلافًا لما حدث في بعض البلدات الجنوبية الأخرى، وفق ما كشفت عنه الوكالة الوطنية للإعلام. وتعتبر “الخيام” ذات رمزية خاصة بالنسبة للبنانيين، إذ كانت أول منشأة يحررها أهالي الجنوب بعد تطبيق إسرائيل للقرار الدولي 425 في 25 أيار 2000، وهو اليوم الذي يُطلق عليه حزب الله “يوم التحرير”، بحسب الوطنية للإعلام. وبعد 24 عاماً، يبدو أن إسرائيل تريد لبلدة الخيام نفسها أن تكون مسرحا واضحا لتقدم ميداني أكثر وضوحا من البلدات الجنوبية الأخرى.
صعوبات العملية البرية هناك يعوضها الجيش الإسرائيلي بتطويق البلدة في كل الجوانب والمحاور مع تكثيف لافت للقصف الجوي والمدفعي الذي يطال وسطها.
الطرف الشرقي للبلدة يوليه الجيش الإسرائيلي أولوية قصوى كبوابة محتملة لنجاح التوغل البري داخلها، كما يقول محللون عسكريون.
وتحاول المدرعات الإسرائيلية الاستفادة من المنخفضات التي تتميز بها جغرافية البلدة، لكن صعوبات كثيرة تحول دون تحقيق تقدّم سلس ومريح.
مع هذا، فإنّ الخبرة التي اكتسبها حزب الله في معاركه العسكرية داخل تلك البلدة خلال حرب تموز عام 2006 وكل المعارك التي سبقت العام 2000 تمنع إسرائيل من تحقيق إنجاز ميداني وازن هناك.
أسئلة كثيرة تطرح حول جدوى إصرار إسرائيل على اقتحام الخيام في ظل صعود منسوب التفاؤل بقرب التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار وتطبيق القرار الدولي 1701.
مع هذا، تذهب تحليلات عسكرية إلى أن هدف إسرائيل تفخيخ البلدة ونسفها بالكامل كما فعل في بلدات يارون وعيترون وميس الجبل وغيرها. (سكاي نيوز عربية – إرم نيوز)