صاروخ “صغير” يضرب سطح المبنى، وما هي إلا دقائق حتى تسقط الغارة المدمرة وتنسف المبنى بأكمله، هذا المشهد يتكرر في الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 23 أيلول 2024.
الصاروخ “الصغير” الذي إستطاعت عدسات الكاميرات التقاطه في كثير من الأحيان، ما هو إلا غارة تسمى “تحذيرية” في الحروب الحديثة، ويطلق عليها باللغة الإنجليرية roof knock أو Knock on the Roof أي “الطرق على السطح”.
وفي حديث لموقع قناة “الجديد”، قال الخبير في مجال التسليح والتكنولوجيا العسكرية مصطفى أسعد أن “الغارة التحذيرية التي يطلق عليها roof knock تنفذها طائرة مسيرة بواسطة صاروخ هيلفاير Hellfire يتبعها بدقائق قليلة الغارة المدمرة، والسبب في استخدامها هو إبعاد المدنيين من المبنى ومحيطه في حال وجودهم”.
ولفت أسعد إلى أن “إسرائيل تستخدمها عادة في حروبها وعمليات القصف لإظهار أنها لا تستهدف المدنيين أمام الرأي العام العالمي، لكن عندما تريد قتل قيادات أو مقاتلين تقوم بالاستهداف من دون اي تحذير”.
وفي مقال لـ”واشنطن بوست” يعود إلى عام 2014 واطلع عليه فريق موقع “الجديد”، تصف الصحيفة الغارة “التحذيرية” بأنها بمثابة الإنذار الأخير: “اخرج الآن، وإلا فسوف تموت”.
وتنقل الصحيفة عن بيان لـ”فيليب لوثر”، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية، يقول فيه: “لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يشكل إطلاق صاروخ على منزل مدني “تحذيراً فعالاً”.. مدنيون قتلوا أو أصيبوا بمثل هذه الصواريخ في العمليات العسكرية الإسرائيلية السابقة على قطاع غزة”.
وبحسب تقرير آخر لشبكة “سي أن أن” نشر عام 2014، فإن “إسرائيل بدأت تعتمد مبدأ “الطرق على السطح” منذ عام 2009 كوسيلة لتحذير المدنيين في غزة لمغادرة الأبنية التي حددتها كمواقع تحتفظ فيها حماس بالذخيرة أو مخزن الصواريخ أو مركز قيادة”.
وتضيف الشبكة إن “الصاروخ الذي يطلق على سطح المبنى لا يحمل المتفجرات أو تكون كمية المتفجرات قليلة، وذات تأثير خفيف (..) إلا أن المنظمات الحقوقية تدين تلك الممارسات”، وتنقل الشبكة في مقالها عن محمود أبو رحمة من مركز الميزان لحقوق الإنسان في غزة قوله “إنه استهداف للمدنيين بالسلاح مهما كان صغيرا، وهو انتهاك لاتفاقيات جنيف”.
وفي عام 2018 نُشرت ورقة بحثية مؤلفة من 28 صفحة في قسم الدراسات القانونية بكلية الحقوق في جامعة “أمستردام”، وجاء العنوان بسؤال: “الطرق على السطح: تحذير مشروع أم وسيلة للحرب؟”.