بيد أن السؤال البديهي يكمن في معرفة حداثة الداتا التي تملكها الجهة المتصلة وما إذا كانت جديدة أو تعود إلى فترة من الزمن. ويجزم بأن “الداتا المتوافرة لدى العدو لا يعود تاريخها إلى أكثر من أسبوع، وهي لكل المشتركين في الشبكة الثابتة، وكذلك في شبكتي ألفا وتاتش”.
شهدت الايام السابقة موجة هلع لدى الكثير من اللبنانيين في مناطق عدة بعد تلقيهم اتصالات من أرقام غربية تدعوهم إلى إخلاء منازلهم قبل أن يستهدفها الجيش الإسرائيلي. فما حقيقة تلك التحذيرات التي وصلت إلى مناطق خارج دائرة الاعتداءات؟
وزعت الجهات الأمنية المختصة ارقاما هاتفية دعت اللبنانيين الى الاتصال بها بعد ورود اتصالات تحذير لهم، ولا سيما أن أعداداً منهم تركت المنازل، ووصل الأمر إلى حد إصدار دار الفتوى تعليمات بإلغاء صلاة الجمعة في بعض المساجد. إلا أن تحديد هوية المتصل لم يكن في متناول اليد، ولا سيما أن تتبع تلك الاتصالات دونه صعوبات لأنها تعتمد بالدرجة الأولى على شبكة الإنترنت، ويمكن تغيير الرقم المتصل أو عدم إظهاره كاملاً، عدا عن أنها قد تكون من داخل لبنان أو من خارجه.
وبحسب المدير العام السابق لهيئة “أوجيرو” المهندس عبد المنعم يوسف، فإن تفسير كيفية إجراء تلك الاتصالات ينقسم إلى شقين، الأول تفسير الآليات التقنية لإجرائها، والثاني معرفة مصدرها ومن يقف خلفها.
ويشرح لـ”النهار” الآلية التقنية مشيراً إلى أن “الأرقام التي ظهرت على شاشات الهواتف اللبنانية ليست حقيقية، ولا تتبع لأي مجموعات رقمية لأي بلدٍ في العالم، كما أنها لا ترتبط بمشتركين حقيقيين. إنها أرقام وهمية يتم إنتاجها عبر بروتوكولات الخدمات الصوتية لشبكة الإنترنت العالمية أو ما يعرف بخدمات Voice over IP أو خدماتVoIP “.
أما عن طريقة اجرائها فيوضح: “تقوم منصة معلوماتية (IP server) لدى الجهة المُتصلة بإنتاج هذه الأرقام وتزويدها لمُقسم تقني (PABX) يعمل على بروتوكولات الإنترنت (IP) ومتصل بالشبكة الهاتفية الدولية أو داخليا بالشبكة الهاتفية اللبنانية. ويقوم هذا المقسم بالاتصال بالمشتركين اللبنانيين سواء كانت اشتراكاتهم على الشبكة الهاتفية الثابتة أو على الشبكتين الخلويتين.
وعن مصدر هذه الاتصالات ومعرفة هوية أصحاب الأرقام، يشرح يوسف أنه “نظرا إلى عشوائية الاتصالات الأخيرة وعدام ثبات وتيرتها، من غير الممكن الجزم بأن مصدرها إسرائيل. بل قد يكون داخل الأراضي اللبنانية”.
بيد أن السؤال البديهي يكمن في معرفة حداثة الداتا التي تملكها الجهة المتصلة وما إذا كانت جديدة أو تعود إلى فترة من الزمن. ويجزم بأن “الداتا المتوافرة لدى العدو لا يعود تاريخها إلى أكثر من أسبوع، وهي لكل المشتركين في الشبكة الثابتة، وكذلك في شبكتي ألفا وتاتش”.
عباس صباغ – النهار