قررت محكمة بريطانية سجن أم قامت بإخفاء إلى رضيعتها داخل أحد أدراج منزلها طوال السنوات الثلاث الأولى من حياتها، لمدة 7 سنوات ونصف العام.
وكانت الطفلة محرومة طيلة هذه السنوات من ضوء النهار والهواء النقي، وكانت عاجزة عن الكلام أو الحركة. وعندما تم العثور عليها لأول مرة، لم تستجب لاسمها.
وكانت الأم، الذي لم يكشف عن هويتها، قد أخفت رضيعتها الجديدة عن أولادها الآخرين عبر وضعها في درج سريرها، كما أبقتها مجهولة بالنسبة إلى حبيبها الذي لم يكن يقيم في منزلها. ولم تطلب الأم أي مساعدة طبية لعلاج الشفة المشقوقة لدى طفلتها، كما لم تقدم لها ما يكفي من الطعام والماء، بل اكتفت بإطعامها حليباً مصنعاً عبر حقنة، ومنعتها من التفاعل مع أي شخص آخر، حيث كانت تتركها بمفردها في المنزل، لتوصيل أبنائها الآخرين إلى المدرسة.
اضطرت الأم إلى تغيير مخبأ طفلتها ونقلتها إلى درج آخر في غرفة بعيدة، بعدما أصبح حبيبها يقيم بشكل متواصل في منزلها. ولكن في شباط العام الماضي، عاد حبيبها إلى المنزل في وقت كانت الأم فيه خارج المنزل وصعد إلى الطابق العلوي لاستخدام الحمام، فسمع ضجيجاً داخل إحدى الغرف، وعند تعقب الصوت عثر عليها مخبأة في درج السرير.
على الفور، أبلغ الخدمات الاجتماعية التي حضرت إلى المنزل. لكن الصدمة الأكبر كانت بردة فعل الطفلة حيث أصيبت بهلع شديد حين شاهدت أمامها الاخصائية الاجتماعية وضابطين من الشرطة. في بيان لها، قالت العاملة الاجتماعية إنها رأت الطفلة جالسة في الدرج وسألت الأم إذا كان هذا هو المكان الذي تحتفظ فيه بابنتها، ففوجئت بردة فعل الأم حيث “أجابت الأم بكل بساطة قائلة نعم في الدرج”. وأكدت أن الأم لم تُظهر أي مشاعر وبدت غير مبالية بالوضع.
وشهدت الاخصائية أمام المحكمة بأن الطفلة لا تعرف أي نوع من التواصل إلا مع تلك الأم التي وُصفت بـ”الشريرة”، ولا تمتلك فكرة عن أن لديها اسماً يميزها. وقالت إن الإدراك الفكري للطفلة لا يتجاوز 10 أشهر، رغم أنها تبلغ 3 أعوام عندما تم نقلها لأول مرة إلى المستشفى، وكانت تعاني من سوء تغذية شديد وجفاف ولا تستطيع المشي أو التحدث وفاقدة لأدنى مهارات التواصل الاجتماعي.
وفقاً لوقائع التحقيقات التي اطلع عليها موقع “مترو”، حكم القاضي ستيفن إيفريت على الأم التي لم تكشف هويتها بالسجن 7 سنوات ونصف العام، بعد اعترافها بإخفاء ابنتها طيلة هذه المدينة بمنزلها في مقاطعة تشيشير البريطانية. وأعرب قاضي محكمة تشيستر عن صدمته الكبيرة إزاء سلوك الأم الذي يصعب تصديقه، قائلاً: “لقد حرمت تلك الطفلة الصغيرة من أبسط مقومات الحياة، كالحب والعاطفة، والاهتمام الكافي، والتفاعل مع الآخرين، فضلاً عن التغذية السليمة والرعاية الطبية التي كانت في أمس الحاجة إليها”.
وأضاف القاضي: “على الرغم من محاولاتها المتكررة للسيطرة على الوضع بسرية تامة، إلا أن الصدفة وحدها كانت السبب في اكتشاف هذا السر المروع”.
واعتبر أن العواقب على الطفلة كانت كارثية بكل ما تحمله الكلمة من معنى – من الناحية الجسدية والنفسية والاجتماعية”. خلال التحقيقات، حاولت الأم تبرير فعلتها مشيرة إلى أنها لم تكن تعلم بأنها حامل وكانت “خائفة جداً” عندما وضعت الطفلة.
أخبرت الأخصائيين الاجتماعيين أنها كانت على علاقة سيئة مع والد الطفلة ولم ترغب في أن يكتشف أمرها.
واعتبرت أنها ليس “أم شريرة”، فهي لم تقفل الدرج أبداً، لكنها كانت عاجزة طوال 3 سنوات من الوصول إلى حل، وبرّرت فعلتها بالقول: “أشعر بأن الطفلة ليست جزءاً من العائلة”.