نازحو الجنوب عادوا… ولكن

كتب محمد دهشة في “نداء الوطن”:

لم ينتظر النازحون بزوغ الفجر كي تنطلق رحلة رجوعهم إلى قراهم وبلداتهم الجنوبية. على طول الطرقات ازدحام كثيف لا سيّما عند مدخل عاصمة الجنوب – صيدا، وانتشر الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي لتنظيم السير، في حين تموضعت الفرق الطبية والإسعافية عند المستديرات إستعداداً لأي طارئ.

وفي مراكز الإيواء، ودّع النازحون بعضهم البعض وقد حرص العدد الأكبر منهم على حزم أمتعتهم باكراً والعودة. منهم من وجدوا منازلهم مهدّمة، والبعض الآخر وجدها متضرّرة، ولكنهم قرروا البقاء ونصب خيم فوق الأنقاض تعبيراً عن تمسّكهم بأرضهم.

وفي السياق، أشار رئيس مركز الإيواء ومدير المدرسة العمانية الرسمية، الشيخ حذيفة الملاح إلى أنّ “استضافة أهلنا الجنوبيين هو أقل الواجب في مسيرة الدفاع عن لبنان ومواجهة العدوان الإسرائيلي”. أما المشرف على مركز الإيواء في ثانوية الدكتور نزيه البزري الرسمية، رامي بشاشة، فقال “إن عودة أهلنا الجنوبيين جاءت ثمرة الصمود والمقاومة”.

في المقابل، نغّص الجيش الإسرائيلي فرحة بعض العائدين، إذ طلب منهم عدم العودة إلى المناطق التي يتواجد فيها، وخاصة في منطقتي الخيام وكفركلا، بينما دعا الجيش اللبناني المواطنين إلى التريث في العودة إلى القرى والبلدات الأمامية التي توغلت فيها القوات الإسرائيلي، بانتظار انسحابها وفقاً لاتفاق وقف إطلاق النار.

أما الغصّة والحسرة الثانية، فكانت بأعداد الضحايا والجرحى، إضافة إلى حجم الأضرار الجسيمة التي لحقت بالمنازل والقرى والبلدات، خصوصاً في البنى التحتية وقد أعادت وزارة الأشغال العامة وصل ما قطعه الجيش الإسرائيلي في أكثر من مكان تسهيلاً للمرور.

سياسيّاً، كتب النائب أسامة سعد، على منصة “إكس”: “يعود الأهل إلى بلداتهم وقراهم بعد رحلة نزوح طويلة ترافقت مع فقدان أحبة ومجازر وتدمير. يعودون بلا يقين أن الدولة ستقوم بواجبها لجهة التعويض، وإعمار ما تهدّم، وحمايتهم من العدوان”، وسأل: “هل في الإتفاق المعقود مع العدو، بالرعاية الأميركية، التزام تجاه خسائر أهلنا وتضحياتهم الهائلة؟”.

من جانبه، نشر النائب عبد الرحمن البزري عبر حسابه على منصة “إكس”: “لشهدائنا الرحمة، ولأهلنا التحية على صمودهم وتضامنهم ومقاومتهم، ولضيوفنا العودة الآمنة إلى منازلهم وبلداتهم. انتصر لبنان بفعل تلاحم ووحدة أبنائه. سلامة لبنان ومنعته تتحققان من خلال بناء الدولة العادلة، القادرة، والحديثة”.