
لا اعتقد ان قيادة حزب الله قادرة على مواجهة متطلبات المرحلة التي تواجهها والتي تفرض عليها اتخاذ قرارات جريئة ، اذا استمرت بنفس السياسات التي اوصلت الحزب الى ما وصل اليه .
فالقضية ابعد بكثير من التوازنات الداخلية اللبنانية ، التوازنات الطائفية والمذهبية ، فهي مرتبطة بالتوازنات الجديدة على صعيد الاقليم التي جري ويجري اعادة رسمها بشكل حثيث ودؤوب ، خاصة بعد ان شردت عن مسارها خلال السنوات العشرة الاخيرة . ويجري العمل على اعادة ارسائها وفق قواعد واسس جديدة .
وسيكون من نتائج اعادة رسم هذه التوازنات ، وهي جارية بكل الحالات ،اضعاف الدور الايراني (وليس الغائه) على صعيد الاقليم ، وهذا الامر سيترك تأثيره على ادوار الجهات والافرقاء التي استفادت من تضخيم دور النظام الايراني ، ومنهم حزب الله الذي سيضطر الى تقديم التنازلات في الداخل اللبناني ، خاصة بعد ان فقد دوره الاقليمي ، هذا اذا اقتنع النظام الايراني بالدور الجديد المرسوم له ، اما اذا لم يقتنع ، وهذا مرجح ، واصر على الاستمرار بنفس السياسة فقد يؤدي هذا الامر الى انهياره . وهنا ستكون مشكلة حزب الله اكبر بكثير وستكون التنازلات المطلوبة قاسية وقد يكون غير قادر على احتمالها ، وهذا ما قد يؤثر على استمراره وعلى تماسكه .
لذا ، المطلوب من قيادة حزب الله ان تتحلى بالواقعية وان تحكم العقل وتحكم المنطق ، ونحن نعلم مدى صعوبة هذا الامر ، وان تتخذ قرارا تبتعد فيه عن المغامرة وعن المكابرة ، من اجل التخفيف من اثار الخسائر المتوقعة ، والتي ستضاف الى الخسائر التي حدثت خلال حرب المساندة . والواقعية هنا تتطلب العمل على ان تكون حماية الحزب نابعة من الداخل اللبناني اولا واخيرا ، وهذا يتطلب تعزيز دور الدولة ومؤسساتها ، الدولة الراعية والجامعة لكل اللبنانيين . وتعزيز دور الدولة يتطلب من جملة ما يتطلبه تحول حزب الله الى حزب سياسي من دون ذراعه المسلح ، واعادة رسم دوره السياسي على ضؤ متطلبات الوضع الداخلي اللبناني .
أخباركم – أخبارنا/ همسة/ مصطفى أحمد