
رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل لبرنامج “جدل” عبر الـ LBCI:
ذكرى مرور 50 عامًا على بداية الحرب تصادف في 13 نيسان 2025 إلا أنه وبسبب تزامنها مع أحد الشعانين، ارتأى الحزب الاحتفال بالذكرى يوم السبت أي في 12 نيسان في الشياح عين الرمانة مع كافة الرفاق والمناصرين والأصدقاء والمدعوين لمشاركتنا في هذه المناسبة المهمة بالنسبة لنا في المرحلة المقبلة،لأننا في هذا اليوم سنتحدث عن قصّتنا وهذا لا يعني أنّنا لا نعترف بقصص أخرى بل بالعكس من المهم بالنسبة لنا لبناء لبنان جديد أن يتقبل الجميع قصص بعضهم البعض.
كان هناك هروب من المصارحة والمصالحة بين اللبنانيين لفترة طويلة، من جهة أخرى كان هناك من يرفض أي خطوة في هذا الاتجاه لأنه كان يهمه أن يبقى لبنان مُنقسمًا على نفسه ليبقى هو المسيطر.
النظام السوري عمل على ألّا يحصل أي تقارب بين اللبنانيين وأن يبقى لبنان منقسمًا على نفسه من ثم حزب الله والنظام الإيراني الذي قام بالامر نفسه، أما اليوم فالفرصة متاحة بعد 50 عامًا وفي غياب أي وصاية وأي طرف قادر على منعنا من الجلوس مع بعضنا البعض لنتصارح ونفكّر بمستقبلنا.
المهم هو عدم إلغاء قصص الآخرين لأن القصة اللبنانية هي مزيج من كل القصص وهي أمر مشترك نريد بناءه بدءًا من اليوم، إذ علينا الاعتراف بكافة المسارات في البلد والتفكير سويًا إن كان بإمكاننا الوصول الى قصة واحدة، ولنتفاهم كيف سنعيش في هذا البلد ونبني دولة تحترم الجميع، الشعب فيها محترم، كرامته محفوظة ولديه أمل في المستقبل.
لا يمكننا طيّ الصفحة بكل الاغتيالات وكل الملفات القضائية لأنه من غير الوارد العفو عنها، فمنذ ما قبل العام 2005 على سبيل المثال هناك حكم قضائي صادر في قضية اغتيال الرئيس بشير الجميّل ويجب توقيف المحكوم عليه كما يقول القضاء، لذلك المحاسبة ضرورية في كل مؤتمرات المصارحة والمصالحة كما حصل في أفريقيا الجنوبية وهذه مسألة مهمة يجب أخذها بعين الاعتبار.
المصالحة لا تعني وقف المسارات القضائية التي يجب أن تستمر بموازاة فتح صفحة جديدة بين اللبنانيين للتفكير سويًا في كيفية بناء البلد.
هناك سببان رئيسيان لاندلاع حرب العام 1975، السبب الأول وجود الميليشيات المسلّحة على أرض لبنان بأجندات خارجية، والسبب الثاني هو انعدام الثقة والتفاهم بين اللبنانيين، من هنا نقول لنعالج هذين السببين لنبني بلدًا، لنعالج موضوع السلاح غير الشرعي وضبط سيادة الدولة بشكل كامل بيد الجيش، والتفاهم كلبنانيين كي لا تبقى أنظارنا متجهة نحو الخارج للاستقواء على اللبناني الآخر، وهذا ما نطالب به.
طالما السلاح موجود فلن نصل الى نتيجة، وفي اللحظة التي يتم سحب السلاح فيها ولا يبقى خيار الا التفاهم مع بقية اللبنانيين سنسمع عندها كلامًا جديدًا، ولكن طالما هناك من يعتبر أن لديه ترسانة أسلحة قادر من خلالها أن يتفوق على الاخرين فلن نصل الى تفاهم.
مسؤولية كل اللبنانيين الدفاع عن لبنان والطريقة الافضل لحماية لبنان كل لبنان تكون بأن تتحمل الدولة مسؤولية الدفاع عن الجنوب، تحت قيادة جيشنا ودولتنا وسنقاوم جميعنا وهذه مسؤولية جماعية.
الـ 10452 كلم مربع مقدسة بالنسبة لنا ككتائبيين وأي خرق لسيادة لبنان واستقلاله سنواجهه، ولكن مشكلتنا أن هناك جزءًا من اللبنانيين ينفذون أجندة خارجية وعندما نتحدث عن أجندة خارجية فنحن لا ندّعي ذلك لأنهم هم من قالوا إنهم يساندون غزة بدعم من محور المقاومة وشنوا حربًا خارج الحدود بسلاح خارجي وأيديولوجية خارجية وبتمويل خارجي.
جرّبنا نظرية المقاومة التي كان لديها أسلحة تتخطى قدرات الجيش اللبناني ولكن دُمّر لبنان ودمّرت كل قدراتها العسكرية وبالتالي ليس هذا هو الحل، والبديل بناء دولة وأن نحصّن أنفسنا من خلال كل تحالفاتنا وصداقاتنا ومن خلال الوسائل الاخرى وهذا لا يعني عدم بناء جيش قوي لحماية الحدود وضبط الداخل وهذا أمر لا مفر منه.
حزب الله يقول لنا اليوم من غير وجه حق إن السلاح هو حق مقدس في حين هو غير مقدس، مبدأ المساواة بين الناس هو أساسي وانطلاقًا منه لا يحق لفريق أن تكون له حقوق لا يحظى بها الفريق الآخر أو المواطنون الآخرون، من جهة أخرى حزب الله كان شريكًا أساسيًا في اتفاق وقف إطلاق النار ووافق على تسليم سلاحه بحسب كل من شارك في المفاوضات، ورئيس مجلس النواب نبيه بري متفهّم لموقفنا بأنه لا يمكن فتح صفحة جديدة بوجود سلاح على الطاولة.
موضوع المصارحة والمصالحة والاعتراف بالقصص لا علاقة له بوجود السلاح، إذ إن وجود السلاح هو انتهاك للدستور والقانون والمساواة بين اللبنانيين.