أخبار محلية

نوايا خطيرة بجر لبنان إلى المفاوضات.. وقلق إيراني من خيارات ترامب

رسمت التطوّرات الإقليمية العناوين العريضة للمرحلة الجديدة التي تدخلها المنطقة، خصوصاً بعد تسريبات أفادت بأن إيران أمرت بسحب عناصرها العسكرية من اليمن، متخلية بذلك عن حلفائها الحوثيين، وسط تصاعد الحملة الجوية الأميركية ضد الجماعة المسلحة، تجنباً لمواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة، ما يشي بقلقٍ إيرانيّ واضح من سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وخشية حقيقية من تطوّر الأمور في ظلّ التصعيد الأخير.

في الشأن الداخلي، تستمرّ الغارات الاسرائيلية وآخرها على مدينة صيدا، في تأكيد جديد على المخطط الاسرائيلي ضدّ لبنان كما سوريا وغزة والضفة الغربية، بما يؤشر الى بداية تنفيذ مشروعها التوسعي في المنطقة تمهيداً لإقامة اسرائيل الكبرى.

بالتوازي، لفتت مصادر أمنية إلى أنَّ التطورات الميدانية التي تقوم بها اسرائيل تأتي بالتزامن مع زيارة الموفدة الاميركية مورغان أورتاغوس الى لبنان، متوقعةً في حديث لـ”لأنباء” الإلكترونية ألا تكون هذه المرة كسابقاتها، إذ أنها تحمل إنذاراً الى المسؤولين اللبنانيين يتضمّن إمّا الالتزام بما نصَّ عليه اتفاق وقف اطلاق النار وتسليم سلاح “حزب الله” الى الدولة اللبنانية وتطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته، وانتشار الجيش اللبناني في كل الجنوب وصولاً الى الخط الازرق، أو اللجوء إلى خيار ما يحصل في غزة إذا ما استطاعت الحكومة تنفيذ البنود السابقة، ما يعني تجدد الحرب على لبنان وابقائه ساحة لتبادل الرسائل الدموية.

المصادر اعتبرت أنَّ تصميم إسرائيل على تدمير المنشآت العسكرية السورية دليل قاطع على أهمية ما كان عليه النظام السوري البائد في حماية اسرائيل.. ومن هنا تلخص المصادر، بأنه يمكن فهم عدم إطلاق رصاصة واحدة من الجانب السوري باتجاه اسرائيل منذ العام 1973 حتى سقوط نظام بشار الاسد في الثامن من كانون الأول 2024.

إلى ذلك، أعربت المصادر عن خشيتها بأن تكون إدراة ترامب قد أعطت رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو الضوء الاخضر لإطلاق يده في المنطقة تمهيداً لقيام الشرق الأوسط الجديد الذي يتحدث عنه باستمرار، مشيرة إلى أن المنطقة مقبلة على تغيّرات ديمُغرافية خطيرة.

من جهته، رأى الباحث الفلسطيني حمزة البشتاوي أن الاعتداءات والاغتيالات الاسرائيلية تهدف الى جر لبنان الى مفاوضات التطبيع بعنوان ترسيم الحدود البرية اضافة الى العمل على تحريض اطراف داخلية للحديث عن نزع سلاح المقاومة، لافتاً في حديث لـ”الأنباء” الإلكترونية إلى أنه لم يكن مفاجئاً اقدام اسرائيل على تنفيذ سلسلة اغتيالات في إطار مخططها ضد حزب الله أولاً وكل لبنان ثانياً.

البشتاوي حذّر من وقوع الانفجار الكبير في البلد، حيث تثبت الوقائع على الارض ان ما من رادع لتل أبيب من استكمال هذا المسلسل من الضربات التي تقوم على استهداف كوادر الحزب ورسالته العسكرية، وخلق مزيد من الانقسامات في الداخل السياسي اللبناني، والضغط على الحكومة للذهاب إلى مفاوضات مباشرة.

الأنباء

زر الذهاب إلى الأعلى