أعلن وزير التربية والتعليم في إدارة سوريا الجديدة، نذير القادري، أن “المناهج الدراسية في جميع مدارس سوريا ستظل كما هي حتى يتم تشكيل لجان اختصاصية لمراجعتها وتدقيقها.” أضاف القادري: “قمنا فقط بحذف ما يمجد نظام الأسد البائد واستبدلنا صور علم النظام السابق بعلم الثورة السورية في جميع الكتب المدرسية. أما ما أُعلن عنه فهو تعديل لبعض المعلومات المغلوطة التي اعتمدها نظام الأسد البائد في منهاج مادة التربية الإسلامية، مثل تفسير بعض الآيات القرآنية بشكل غير صحيح، حيث اعتمدنا الشرح الصحيح كما ورد في كتب التفسير للمراحل الدراسية كافة.”
ولم يتطرق الوزير في بيانه إلى التعديلات التي طالت بقية المواد الدراسية مثل ذكرى “6 أيار”، وتطور القانون وفق شريعة حامورابي، وبحث تطور الدماغ، على الرغم من نشر هذه التعديلات على الصفحة الرسمية للوزارة في بوست سابق.
واعتبر رواد مواقع التواصل الاجتماعي أن تعديل المناهج لا يمكن أن يكون من صلاحيات حكومة تسيير أعمال، وأن بعض التغييرات تتعارض مع العلم والحقائق التاريخية.
وشملت التغييرات المثيرة للجدل اعتبار زنوبيا شخصية خيالية، وحذف تاريخ الآراميين والكنعانيين، وحذف تاريخ الآلهة القديمة.
يذكر أنه في 8 كانون الأول 2024، سقط نظام بشار الأسد بعد أكثر من خمسة عقود من حكم عائلة الأسد في سوريا. هذا الحدث التاريخي جاء نتيجة انهيار القوات الموالية للحكومة السورية واستسلام العاصمة دمشق للمعارضة.
خلال الفترة الماضية، شهدت سوريا العديد من التغييرات السياسية والعسكرية، حيث كانت الحرب الأهلية المستمرة منذ عام 2011 قد أضعفت نظام الأسد بشكل كبير. تدخلت عدة أطراف دولية وإقليمية في النزاع، مما أثر على ميزان القوى داخل البلاد. بعد سقوط النظام، تعيش سوريا مرحلة جديدة من عدم الاستقرار والتحولات السياسية، مع جهود مستمرة لإعادة بناء البلاد وإحلال السلام.
منذ سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد يوم الثامن من كانون الأول الماضي، التقى الشرع في القصر الرئاسي بدمشق العديد من الوفود الدبلوماسية الغربية، بينها وفدا من الإدارة الأميركية قبل أكثر من أسبوع، والعربية على السواء، وسط ترقب دولي للقرارات اللاحقة التي ستتخذها الإدارة الجديدة بعد أكثر من عقدين من حكم الأسد الابن.