كتب قزحيا ساسين في “السياسة”:
١- مَن بَعد بسكال؟
أتى “أربعون” الشّهيد بسكال سليمان، ولا تزال العدالة بعيدة من القاتل الفعليّ، الذي لا ينفّذ الجريمة بِيدِه، فالمُنفِّذ مسألة، والقاتل الحقيقيّ مسألة أُخرى. والمطلوب وصول العدالة إلى القاتل، في حين أنّ التحقيق غالبًا ما يصل إلى المنفّذ، ويقِف، ليصير العمل على إقناع الضحيّة وأهلها، وكلّنا ضحايا وأهل، بأنّ المنفِّذ هو القاتل.
ها هو بسكال سليمان اليوم، وبعد أربعين يوما على اغتياله، وأخذه جثّة إلى سوريا، وترْك سيّارته في لبنان، ينتظر كلمة من العدالة تروي غليل عائلته المفجوعة، مِثله مثل رمزي عيراني، ولقمان سْليم… وكثيرين من الأحرار الذين قُتِلوا بِلا قاتِل، وأحيانا بِلا مُنفِّذ جريمة.
والأخطر من ذلك أنّ الجريمة قد تطال أربعين بسكال سليمان بعد، ولِكلّ مِنهم سيكون “أربعون” لن يَكسِر سُمَّ الحزن فيه كلمةٌ تقولُها العدالة، فيها يدٌ جريئة تدلّ على القاتل.
١- “بازار” النازخين الدّوليّ
مليار يورو من أوروبا، بالتّنسيق مع أميركا والأسد، تجعل اللبنانيّين قسمَين كما العادة، فالأوّل يقول هبة ومساعدة، والثاني يقول رشوة وشِراء.
قسم يريد الصّفقة، والبَوشَقة عليها وافتراسَها، والثاني يَرفضها لأنّها ثمنٌ لِتوطين النازحين السوريّين في لبنان.
القسم الأوّل هو عمليّا يتمثّل بالسلطة وعلى رأسها الرئيس ميقاتي، ما يعني أنّ “الهِبات” مقبولة ومطلوبة، من الذين يَحلُبون الدّولة حتّى وهي على إفلاس مُزمِن.
أمّا القسم الثاني فهو في الواقع يمثّل الرأي العامّ، الذي يقف وراءه اللبنانيّون بسوادهم الأعظم، وهم يعرفون أنّ أيّ خطوة محلّيّة أو دوليّة لا تصبّ في اتّجاه عودة النازحين السوريّين هي بمثابة دعوة إلى كلّ لبنانيّ لِيَترك لبنان اليوم قبل الغد، باعتباره صار للآخَرين.
٣- حزب “دفتر السّواقة”
ماذا يفعل الأهل المُوَرَّطون بأزمة رُخَص القيادة لأولادهم؟
تَطلب الدولة من المواطن احترام القانون، وتدفعه في الوقت نفسه إلى مخالفته، تماما مثلما يحصل عندنا منذ أكثر من سنتَين: أولادنا يقودون السيّارات بلا رُخصة سَوق، لأنّ الدولة عاجزة عن امتحانهم لمنحِهم الرّخصة.
وثمنُ هذة الكارثة غالٍ جدّا، عند حصول أيّ حادث سَير. فلا الناس عندهم القدرة الماليّة لِيَتدبّروا الأمر، ولا شركات التأمين تتنازل عن شرط حيازة السائق رخصة السَّوق.
فهل المطلوب اليوم تأليف حزب جديد، كلّ المنتمين إليه تتراوح أعمارهم بين الثامنة عشرة والحادية والعشرين، ليَقطعوا الطّرقات ويعتصموا في الساحات، وصولًا إلى رُخصة سَوق.
أولادنا يريدون الذهاب إلى جامعاتهم، وإلى أعمالهم، فهم يعملون أيضا مثل أهلهم، لأنّنا شعب فقير بأغلبيّته.
عافاك الله يا معالي وزير الداخليّة، كيف ستستطيع إعادة ثلاثة ملايين نازح إلى سوريا، وأنت عاجز عن إعطاء أولادنا “دفتر سوَاقة”؟