نحو 7 آلاف من نازحي الجنوب قصدوا منطقتي الشوفين الأوسط والأعلى باستثناء الساحل وإقليم الخروب الذي بلغ العدد فيه أكثر، باعتباره أقرب إلى الجنوب، وذلك خلال 48 ساعة.
وتوزع أقل من نصف النازحين على مراكز الإيواء كالمدارس وعددها 14، والأكثر من النصف بين الاستضافة من أبناء المنطقة في منازلهم مع عائلاتهم كأصدقاء، وفقا لعادات وتقاليد أبناء المنطقة في الضيافة، والباقي باستئجار شقق ومنازل سكنية، علما أن المنطقة لا تملك قطاعا سكنيا كبيرا.
إنها صورة مصغرة عن واقع القرى الميداني في ظل النزوح، وهذا العدد مرشح للمضاعفة مع استمرار العدوان الجوي على لبنان، حيث لاتزال نسبة من أبناء الجنوب والضاحية في منازلها، كما عبرت السيدة س. ش من النبطية لـ «الأنباء» عن صورة النزوح، وهي أم لأربعة اولاد ولاتزال تتواصل مع أقاربها الذين لم يتركوا منازلهم.
وأضافت: «رحلة الخروج كانت قاسية جدا بسبب كثافة السيارات، حيث بقينا لنحو 6 ساعات بين النبطية والشوف، ولم نحمل معنا شيئا أو نجلب الأغراض المطلوبة، لأن الهدف كان النجاة من القصف العنيف وأهوال الحرب ومواجهة أشكال الموت».
في المقابل، أكد المسؤول عن «خلية الأزمة» في الحزب «التقدمي الاشتراكي» في الشوف لـ «الأنباء»: «ان الخلية بما فيها المؤسسات الرافدة تعمل على مدار 24 ساعة متواصلة لاستقبال الأهل القادمين إلى الشوف وتقديم اللازم بحسب الإمكانات المتوافرة، لأن اللجنة الوطنية لتنسيق عمليات مواجهة الكوارث والأزمات لم ترسل مساعدات إلى المنطقة حتى الآن، وإننا على تعاون مع الأجهزة الأمنية وقائمقامية الشوف والبلديات والجمعيات والروابط، علما ان البلديات صناديقها خالية تماما».
وطالب الدولة بـ «التحرك السريع كما الجهات المانحة لتأمين المستلزمات، وثمة خطط موضوعة من قبلنا تشمل الطوارئ الصحية في المستشفيات والقضايا الحياتية من كهرباء ومياه وسواها من الخدمات، لكن كله يحتاج إلى تعاون ودعم، وهناك لوائح حول مراكز الإيواء المعتمدة وأرقام هواتف للتواصل والأعداد كلها موجودة».
وقال: «إنها مهمة إنسانية – وطنية، لا مجال فيها للمواقف والمزايدات السياسية وغيرها، والأمور تسير من دون أي إشكالات».
في السياق نفسه، علمت «الأنباء» ان لجنة مختصة من خلية الأزمة والمعنيين بدأت القيام بجولات على التعاونيات والسوبر ماركت، لمراقبة الاسعار وكميات السلع الموجودة، منعا لأي استغلال تجاري، كما تعمل على توفير المواد الغذائية الضرورية ضمن الإمكانات المتوافرة، وبالتعاون مع الخيرين».
عامر زين الدين – الانباء