في منشور يحمل الكثير من التحليل والتساؤلات حول الوضع السياسي الإسرائيلي والإقليمي، كشف الإعلامي سالم زهران عن أبعاد جديدة وراء التفاؤل المرتبط بإمكانية التوصل إلى تسوية لوقف إطلاق النار مع لبنان، متطرقًا إلى تأثير مذكرات الاعتقال الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، التي أصبحت هاجسًا رئيسيًا بالنسبة له.
زهران أشار إلى أن هذا التطور الدولي قد يكون المحرك الأساسي وراء اندفاع نتنياهو لبث أجواء إيجابية حول التسوية في لبنان، حيث يعتقد أن إسرائيل تسعى لتخفيف الضغوط الدولية التي ازدادت بعد قرار المحكمة الجنائية.
ووفقًا له، فإن نتنياهو الذي يواجه اتهامات بارتكاب جرائم حرب قد يخشى أن يصبح وحيدًا في مواجهة هذه المذكرة، خصوصًا في ظل إدارة بايدن التي يمكن أن تشعر بخيبة أمل منه بسبب مواقف سابقة كان قد اتخذها تجاهها، منها دعمه لخصمه السياسي دونالد ترامب.
وتابع زهران، “إذا أردت أن تعرف أسباب ارتفاع منسوب التفاؤل في إقتراب التسوية، انظر إلى المحكمة الجنائية الدولية”، مشيرًا إلى أن تلك المذكرات أصبحت بمثابة عامل ضغط على نتنياهو، دفعه للبحث عن تسوية سياسية قد تُسهم في تجنب مزيد من التصعيد على الجبهات المختلفة، وخاصة في لبنان.
وقال: “وتبقى العبرة في الخواتيم وبدعم ومؤازرة الميدان الذي سجل في الساعات الأخيرة نقلة كمية ونوعية سواء من إعداد الصواريخ أو أماكن سقوطها.. وهذا هو الأهم!”.
وكان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية قد طالب بإصدار مذكرات اعتقال في أيار الماضي بحق نتنياهو بتهم تتعلق بارتكاب جرائم حرب، بما في ذلك تجويع الشعب الفلسطيني في غزة ومنعهم من الحصول على احتياجاتهم الأساسية. هذا القرار يأتي في وقت حساس للغاية، حيث أشار زهران إلى أن الولايات المتحدة قد مارست ضغطًا كبيرًا ضد أي جهود لوقف إطلاق النار في غزة في مجلس الأمن، وهو ما زاد من عزلة إسرائيل في الساحة الدولية.
وكانت تصرفات نتنياهو قد أسهمت في تقويض علاقات إسرائيل مع العديد من الدول الغربية، فالولايات المتحدة نفسها كانت قد استخدمت حق النقض (الفيتو) ضد قرارات أممية تدعو لوقف إطلاق النار في غزة، الأمر الذي يراه زهران امتدادًا لسياسات أميركية متواطئة مع إسرائيل.
ونتنياهو قد يتطلع إلى تسوية في لبنان ليس فقط من أجل تحسين وضعه السياسي الدولي، ولكن أيضًا بسبب الضغوط الداخلية على حكومته، حيث يواجه حملة سياسية وقضائية متزايدة ضد حكومته، بما في ذلك التحقيقات الجنائية في قضايا فساد.