كلّ من تابع إطلالات الأمين العام السابق لـ “حزب الله” حسن نصرالله، لفته وجود مرافقه الشخصي حسين خليل إلى جانبه. لكن منذ اغتيال “السيّد” والكل يسأل: “أين هو أبو علي؟ وهل كان برفقة نصرالله يوم الاغتيال؟”.
عُرف حسين خليل بحرصه على أمن الأمين العام. وخير دليل على ذلك، الحادثة الطريفة التي سلّطت الضوء عليه ولا تزال عالقة في الأذهان، حين توجّه “نصرالله” إليه قائلاً: “زيح يا أبو علي شوي”، كان ذلك خلال إلقاء نصرالله كلمة أثناء حفل استقبال الأسرى المحررين من السجون الإسرائيلية عام 2004.
رافق حسين خليل أو “أبو علي خليل” نصرالله منذ إطلالته الأولى حتى لُقّب بـ “درع السّيد”، وهو وعلى الرغم من صغر سنّه، حظي بثقة الأمين العام قبل أن تربطهما في ما بعد صلة مصاهرة، حيث أنّ حفيدة نصرالله هي زوجة ابن “أبو علي”.
في العلن، كان أبو علي مرافق “السيد”. لكن خلف الكواليس، هناك شخصيات أخرى تتولّى المهمة. ويعتمد حرس “السيّد” تكتيكاً بالغ الدقّة والحذر، فمن يظهر في العلن لا أثر له في حياة نصرالله الخاصة، لمنع كشف هوية المرافقين وتعقّبهم.
فرق حراسة “نصرالله”
“أبو علي” كان يعمل ضمن دائرة الحراس المقرّبين من “الأمين العام”، وتشير تقارير صادرة عن صحف إسرائيلية، إلى أنّها تتكون من ثلاثة أقسام وهي:
1- الأفراد المرافقون والأكثر قرباً لنصرالله، مهمتهم تأمين سلامته داخل المباني كقاعات المؤتمرات والمراكز التابعة لـ”الحزب” وإطلالته في المناسبات الجماهيرية.
وضمن هذه الوحدة لمع نجم حسين خليل المسؤول عنها أصلاً، وتعرف بفرقة “المتاخـَمَة”، أي اللصيقة والمجاورة لنصرالله.
2- القوة الساندة للدائرة الأولى وتنفذ المهام التالية:
– توفير الدعم اللوجستي والعملياتي لعناصر الدائرة الاولى.
– الانتشار حول الأبنية (المحيط الخارجي) الموجود فيها نصرالله.
– إقفال الطرقات ووضع الحواجز الأمنية.
– نشر قناصة على أسطح المباني.
– مراقبة مرور مركبات السير والدراجات.
تبقى الدائرة الثالثة التي تقع ضمن مسؤولية جهاز الأمن الداخلي لــ “الحزب” وينحصر نشاطها في مواكبة الإجراءات الفنية والاستخبارية وتنفيذها، مثل:
– دراسة التهديدات المحتملة وتحليلها.
– انتشار عناصرها بشكل سري وخفيّ بين الجماهير.
ما هو مصير “درع السّيد”؟
حتى اللّحظة، ومنذ اغتيال “الأمين العام” في 27 أيلول الماضي، لم يصدر أي بيان نعي رسمي يؤكد مقتل حسين خليل في الغارة التي شنتها اسرائيل على الضاحية. يومها، مع ترجيح مصادر مقرّبة من “الحزب”، لم يكن “أبو علي” برفقة “السيد”. لكن مصيره لا يزال مجهولاً والبعض يتحدث عن أنه قضى في معارك لاحقة.
وإلى أن يتّضح مصيره، يبقى “درع السّيد”، كسِواه من المرافقين الشّخصيين للزعماء والقيادات السياسية، شخصاً، نال شهرة واسعة حتى من دون أن ينطق بكلمة واحدة.
مي ابو زور – نداء الوطن