بدأ السفير السعودي في لبنان وليد بخاري أخيرا سلسلة لقاءات مع قوى ومرجعيات لبنانية في سياق استشراف الوضع السياسي في لبنان، وخصوصا ما يتصل بانتخاب الرئيس المقبل.
وفي هذا الإطار، اجتمع أعضاء “اللقاء النيابي التشاوري” النواب الياس بوصعب وآلان عون وإبرهيم كنعان وسيمون أبي رميا الذين غادروا أخيرا “تكتل لبنان القوي”، فصلا أو طوعا، بالسفير بخاري تلبية لدعوة منه.
وقال عون لـ”النهار” إن “اللقاء يأتي في سياق طبيعي للعلاقة الممتازة التي تجمعنا كأفراد وكمجموعة نيابية مع الأشقاء العرب، وفي مقدمهم المملكة العربية السعودية، ونحن بطبيعة الحال سنستكمل هذا اللقاء باجتماعات أخرى معه (بخاري) لنواكب التطورات ونساهم في تظهير رؤيتنا للمرحلة المقبلة”.
وتحدثت مصادر النواب الأربعة عما دار في اللقاء، فقالت: “المعلوم أن السفير بخاري يقوم منذ مدة بمروحة اتصالات واسعة مع مختلف القوى السياسية، مما يؤشر لعودة الاهتمام السعودي بالملف اللبناني وتحديداً الملف الرئاسي. والمعلوم أيضا أن السعودية تهتم باستكشاف موقف الكتل النيابية من كيفية إنجاز الاستحقاق ومن خياراتها للمرشحين ورؤيتها لإطار التسوية الرئاسية وتوازناتها، وبمعرفة الأولويات المطلوبة للمرحلة المقبلة والعهد العتيد، وهو ما ينعكس على مواصفات الرئيس الجديد وهويته.
وتبدي المملكة السعودية تركيزاً على معايير رئاسية تتضمّن النزاهة وعدم الانغماس في الفساد، والإرادة الإصلاحية للرئيس المقبل، وقدرته على لمّ الشمل واستيعاب مختلف القوى السياسية من خلال علاقات سليمة ومتوازنة، ولا سيّما مع المكوّن الشيعي وتحديداً بعد الحرب وتداعياتها”.
ويعكس السفير السعودي توجّهاً توفيقياً بين اللبنانيين يعبّر عن السياسية الإقليمية الجديدة للمملكة العربية السعودية، والتي عبّر عنها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان من خلال تقاربه مع إيران والسعي إلى تصفير مشاكله في المنطقة.
ويظهّر السفير السعودي اهتمام المملكة بمواكبة لبنان في المرحلة المقبلة اقتصادياً من خلال الاتفاقات والاستثمارات في ما لو سار لبنان على المسار الإصلاحي المطلوب على المستوى الداخلي كما على صعيد إعادة تصويب سياسته الخارجية والعربية.
وذكرت المصادر نفسها أن نواب اللقاء شرحوا خلال اجتماعهم مع بخاري نظرتهم إلى الاستحقاق الرئاسي وأولوياتهم للمرحلة المقبلة ومقاربتهم الملفات الأساسية التي ستتصدّر المشهد السياسي، وقد أبدى بخاري ارتياحاً إلى الرؤية الإصلاحية التي يملكونها انطلاقاً من تجربتهم النيابية ومعرفتهم بالملف المالي تحديداً وبما هو مطلوب لحسم هذا الملف بعد المراوحة الطويلة التي تعرّض لها منذ بداية الأزمة.
كذلك اطمأن إلى إدراك هذه المجموعة النيابية الصاعدة لتوازنات البلد وخصوصياته، وإلى وسطيتها ممارسةً وخطاباً كما يشهد حسن علاقاتها مع معظم القوى السياسية، والتزامها الكامل الدستور والقوانين ومفهوم بناء الدولة والتطبيق الكامل والصحيح لوثيقة الوفاق الوطني التي وضعت في الطائف وسيادة الدولة اللبنانية على كل أراضيها.
وعُلم أن السفير السعودي أشاد بدور هذه المجموعة النيابية وأكّد التعويل على مساهمتها في الاستقرار السياسي والإصلاح المالي واللحمة الوطنية.
النهار- إبراهيم بيرم