ذكر موقع “عربي 21″، أنّ المحلل العسكري الإسرائيلي ألون بن ديفيد حذّر من تكرار السيناريو الذي حدث في بيروت عام 1982 والقتال لسنوات هناك، في قطاع غزة، كنتيجة للحرب الحالية والمستمرة منذ أكثر من عام.
وقال بن ديفيد في مقال نشرته صحيفة “معاريف”، إنّ “النتيجة التي تنتظرنا في غزة أننا سنجد أنفسنا ننزف هناك لسنوات، دون جدوى، ودون المختطفين القلائل الذين ما زالوا على قيد الحياة، ودون أي استراتيجية أو تفكير منهجي من قبل المستوى السياسي”.
وأضاف بن ديفيد أن “الجيش الإسرائيلي سيجد نفسه منجذبا لإقامة طويلة في غزة وسوريا و لبنان، تماما كما حدث في عام 1982، حينما انجرف إلى 18 عاما دمويا من القتال”، مبينا أن “الجيش الإسرائيلي يبحث اليوم عن تفسيرات تبرر استمرار بقاءه ونزيفه في غزة، رغم رغبته بعدم البقاء في الأراضي التي سيطر عليها”.لبنان مطاعم جديدة
وأكد أن التاريخ أثبت مرارا وتكرارا أن احتلال الأراضي له أثمان باهظة، معتقدا أن “الإسرائيليين ليسوا بحاجة للمزيد من الأراضي، بل بحاجة للشفاء والتعافي، والشرط الأساسي للتعافي هو عودة الأسرى، وأن يكونوا بيننا، الأمر الذي يستدعي تقليص الحرب إلى الأبعاد الضرورية ووقف النزيف غير الضروري”.
وأشار إلى أنه “في اليوم الأخير من عام 2024، أثناء زيارتي لحدود الشمال، فوجئت بأن مستوطنة كريات شمونة لا تزال خالية من المستوطنين، ويسودها الصمت المطلق الحزين، وهو ما ينطبق على مستوطنة المطلّة المحطمة، ورغم أنه منذ وقف إطلاق النار، أتيحت للمجلس الاستيطاني الوقت الكافي لقطع الأعشاب الضارة التي نمت بشكل برّي، ووصلت منذ بضعة أسابيع إلى ارتفاع رجل، لكن الدمار واضح في كل ركن من أركان الجليل”.
وتابع: “مستوطنات الشمال تشهد منازل مدمرة، وأرصفة محطمة تحت سلاسل الدبابات، وطرق ثقبتها الصواريخ، فيما توغلت الكلاب المهجورة بأعداد كبيرة من خلال الفجوات العديدة في الجدار، وملأت المستوطنات، وهنا وهناك يأتي مستوطنون لرؤية ما تبقى من منازلهم، أو لاستعادة أغراضهم الشخصية، وظهر التخلّي عنها واضحاً في كل مكان، رغم محاولات بعث القليل من الأمل، وإضاءة بعض الضوء، دون جدوى”.