مهمة اسرائيل لم تنجز بعد.. هل تعود الحرب؟

يسود الجبهة اللبنانية واقع مشحون بالتوتر الأمني، وحال الترقب الحذر من انفلات الأمور مجدداً واندلاع الحرب خرقه تصريح رئيس مجلس النواب نبيه بري امس، عن “عدم مقايضة المساعدات وإعادة الإعمار بالسلاح” وهو الذي فاوض وكُلف وطلب التوقيع على اتفاق نزع السلاح على كامل الأراضي اللبنانية، فيما تشهد الأجواء اللبنانية تحليقاً للمسيّرات في مختلف المناطق سيما الحدودية والبقاع الشمالي كما الضاحية والضربات العسكرية المتتالية لأهداف تزعم اسرائيل انها لمسؤولين وعناصر من حزب الله وآليات خاصة به تعمل على الامداد العسكري وتدمير مخابئ السلاح. إذا فالحرب مستمرة وان بشكل مختلف والرسالة من ذلك معلومة وواضحة مفادها ان الحرب على المقاومة مستمرة ولم تنجز المهمة بعد.
في الموازاة، تبقى العين شاخصة على الوضع الحدودي جنوباً اذ تشكل سيطرة اسرائيل على التلال الخمس من دون تحريرها دليلاً على استمرار الاحتلال الاسرائيلي، ودافعاً الى نشوء حركات مقاومة شعبية من أهالي القرى، بالاضافة الى كونها مرتكزاً أساسياً لعملية التفاوض ورسم معالم المرحلة المقبلة.

ومما لا شك فيه ان اسرائيل تحاول فرض واقع جديد في المنطقة عموماً وليس جنوبي لبنان فحسب، وقد عمدت الى إقامة شريط حدودي محتل يمتد لكيلومتر أو اثنين داخل الأراضي اللبنانية، عبر التوغل برياً واستحداث منطقة عازلة بعد تجريفها ومحو معالم القرى فيها، استعداداً لفرض شروطها واستثمار ما حققته ميدانيا بالقوة العسكرية في المفاوضات المقبلة.
من جهة أخرى، يعتبر مراقبون أن المرحلة الحالية تتطلب من حزب الله استراتيجية خاصة، وهو يعيد ترتيب أولوياته ويجري تقييماً دقيقاً لاخطاء الحرب والخروقات الاستخبارية التي حقق العدو من خلالها تفوقاً كبيراً قضت على قيادييه البارزين وأمينَيه العامَين، ولعل الازمة المالية تشكل التحدي الأبرز راهناً بالاضافة الى الحصار والعزلة والقيود المفروضة على أرصدته المالية، والمشكلة الاساسية تتمثل بملف إعادة الإعمارالذي يشكل عبئاً ثقيلاً على كاهل الحزب، وبخاصة مع فرض شروط مقابل التمويل منها نزع السلاح بشكل كلي والتحول الى حزب سياسي.

ويبدو السيناريو الاسرائيلي في سوريا لجهة التقسيم ولعب دور الراعي الاقليمي لمستقبل سوريا والحاق الدروز والاقليات الاخرى لهم بزعم حمايتهم، من شأنه ان ينسحب على لبنان الذي سيتأثر سلبياً مع واقع مشرذم ديمغرافياً ومستنزف اقتصادياً على حدوده ووجود أكثر من مليون سوري لاجئ على اراضيه.
الحدث