Featuredأخبار محلية

إدارة “الجديد” تتريث في قبول استقالة مريم البسام وسط تصاعد الأزمة مع حزب الله وجمهوره

تشهد قناة “الجديد” أزمة عميقة وغير مسبوقة مع جمهور حزب الله وبيئته الشعبية، على خلفية تقرير متلفز تناول موضوع ضريح الشهيد السيد حسن نصرالله، ما أشعل حرباً إعلامية وسياسية واسعة تخللتها سجالات وبيانات وقرارات تصعيدية.

قطيعة بين القناة و”القاعدة”

بدأت الأزمة عقب عرض التقرير الذي اعتبره جمهور الحزب تجاوزاً لخطوط حمراء تمسّ الرمزية القيادية للسيد نصرالله، ما أدّى إلى موجة غضب عارمة، تُرجمت في بيانات هجومية متبادلة، وبلغت ذروتها بقرار شركات الكابلات التي تغذي الضاحية الجنوبية بقطع بث القناة نهائيًا.
ويُتوقّع أن تحذو مناطق أخرى ذات نفوذ للحزب حذو هذه الشركات، ما يعني أن “الجديد” تواجه مقاطعة شبه جماعية من بيئة لطالما كانت من جمهورها الأساسي.

استقالة مريم البسام… والإدارة تتريث

وعلى وقع التصعيد الشعبي، تقدّمت رئيسة التحرير ومديرة الأخبار والبرامج السياسية في القناة، مريم البسام، باستقالتها، في ما بدا تعبيرًا عن رفضها لطريقة إدارة المحطة للحدث وتداعياته.

لكن علمت “أخباركم – أخبارنا” أن إدارة “الجديد” لا تزال تتريث في قبول استقالة البسام، وتحاول منح فرصة لمعالجة الأزمة، خصوصًا بعد أن ترافقت الاستقالة مع فصل موظفين اثنين هما شقيقها، والزميل رواند بو ضرغم، في قرار فُهم داخليًا على أنه محاولة لامتصاص غضب الشارع الحزبي.

أزمة داخلية وهزة تنظيمية

الاضطرابات لم تبقَ خارج القناة، بل دخلت إلى هيكليتها، حيث يُنظر إلى استقالة البسام على أنها أحد أبرز الانعطافات التحريرية في هوية المحطة السياسية. كما أن فصل الموظفين وتضارب المواقف داخل المؤسسة كشف هشاشة المشهد الداخلي لـ”الجديد” في مواجهة ضغط سياسي وشعبي بهذا الحجم.

إلى أين تتجه “الجديد”؟

في ظل تصاعد التوتر، وغياب أي اعتذار أو توضيح من إدارة القناة، يطرح المراقبون أسئلة أساسية:

هل تقبل “الجديد” استقالة مريم البسام وتغلق صفحة الأزمة؟
أم أن المساعي لاحتواء الموقف ستثمر في سحب الاستقالة وإعادة هيكلة الخطاب الإعلامي؟
وفي الحالتين، فإن ما جرى كشف هشاشة العلاقة بين الإعلام اللبناني وبعض قاعدته الطائفية والسياسية، وأعاد فتح النقاش حول حدود النقد وحدود القداسة في المجال العام.
أخباركم – أخبارنا

زر الذهاب إلى الأعلى