كثيرا ما يردد اركان القطاع الخاص ان قطاعهم تخطى الحد الادنى للاجور وان عطاءاته تتجاوز ما تقدمه الدولة للقطاع العام وان اغلبية رواتب موظفيهم هي بالدولار الاميركي بعد ان تأقلم هذا القطاع مع الانهيار المالي الحاصل في البلد ومع الضرائب والرسوم التي تفرض عليه لتؤمن الدولة رواتب لموظفي القطاع العام.
لكن يبدو ان خبرية الوزير بيرم لن تبصر النور قريبا نظرا للخلافات التي تعصف باعضاء الهيئات الاقتصادية الذين يرفضون الزيادات العشوائية خصوصا في ما يتعلق بمطالبة الاسمر تحديد الحد الادنى ٥٢ مليون ليرة بينما بعض اعضاء الهيئات يفضل ان ترفعه الى ١٥مليون ليرة نظرا لارتباطه بموضوع نهاية الخدمة .
وفي هذا الاطار يطالب نائب رئيس الاتحاد العمالي العام حسن فقيه بمساواة موظفي القطاع الخاص بموظفي القطاع العام ويعترف فقيه ان بعض القطاع الخاص يقدم لموظفيه اكثر ما نطالب به ولكن الاكثرية من الموظفين ما تزال تعاني من الرواتب المتدنية .
رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الاسمر ما زال مصرا على حسن التعاون مع الهيئات الاقتصادية وخصوصا رئيسها الوزير السابق محمد شقير الذي يعول عليه كثيرا في اقناع الرافضين وبالتالي من المتوقع ان يعقد اجتماع بين الهيئات والاتحاد الاسبوع المقبل للخروج بصيغة ترضي الطرفين خصوصا ان الوزير بيرم ارجأ اجتماع لجنة المؤشر الى حين الاتفاق بينهما . لاسيما ان هناك ” قطبة مخفية “تدار الان برعاية وزير العمل في حكومة تصريف الاعمال مصطفى بيرم للوصول الى هذا الاتفاق وتكريسه في اجتماع لجنة المؤشر المقبل.
ويتخوف مسؤولو القطاع الخاص ان تكون اي زيادة غير مدروسة مقدمة لضرب هذا القطاع الذي لملم حاله وتأقلم مع التطورات التي حصلت ويصرون على اعتماد الواقعية والموضوعية والشفافية في هذا الموضوع متخوفين من ان تكون الزيادات التي اعطيت للقطاع العام مثلها مثل الزيادات في سلسلة الرتب والرواتب التي ادت الى الانهيار المالي .
ويعتبرون ان هذه الزيادة يشوبها عيوب كثيرة لكن اهمها ان هذه الزيادات غير معروفة بالنسبة لعدد المستفيدين منها ولا التكلفة المحددة ولا التقديرات المقدرة للايرادات الجديدة متسائلين هل تملك الدولة اليوم من العملة الصعبة ما يمكّنها من تسديد قيمة الزيادات على الرواتب؟
وينهي حميدي صقر حديثه بالتأكيد ان موضوع زيادة الاجور هو من المطالب الملحة لكن نفضل ان يواكبه اهتمام اكثر يطال تأمين الخدمات الصحية وتفعيل المؤسسات التي تعنى بهذا الشأن وغيرها من الامور التي تساعد على تسهيل حياة المواطنين .
وان لناظره قريب
جوزف فرح – الديار