دعا الأمين العام لـ”حزب الله” السيّد حسن نصرالله إلى معالجة ملف النازحين السوريين في لبنان من خلال “فتح البحر” أمامهم، معتبراً أن هذا الأمر هو الحل الأنسب للضغط على الأميركيين والأوروبيين الذين يمنعون عودة النازحين منذ سنوات.
وفي خطابٍ له، اليوم الإثنين، في ذكرى رحيل القيادي العسكري مصطفى بدر الدين، قال نصرالله: “عندما يتخذ قرار كهذا، عندها سنرى أن الأوروبيين والأميركيين سيأتون الى لبنان ويدفعون 20 ملياراً بدل المليار الواحد”.
وتابع: “أدعو لاتخاذ موقف وطني لبناني لفتح البحر أمام المغادرة الطوعية للنازحين السوريين نحو أوروبا. يجب أن نحصل على إجماع لبناني إزاء هذا الأمر يقول إنه يمكن للنازحين ترك لبنان عبر البحر بإرادتهم بدلاً من تعريضهم للخطر عبر الرحيل بواسطة الطرق غير الشرعية والزوارق المطاطية”.
وأكد نصرالله أنه “لا مناص من التواصل اللبناني مع الحكومة السورية لعودة النازحين”، مشيراً إلى أنه لا بُدّ من تشكيل وفدٍ لبناني رسمي لزيارة دولٍ مثل أميركا لإقناعها بعودة السوريين.
وتابع: “اجتماع مجلس النواب يوم الأربعاء الذي دعا له الرئيس نبيه بري هو فرصة من أجل تشخيص المشكلة وسببها، ومن أجل تقديم طروحات عملية لملف النازحين السوريين. الجميع في لبنان يريد عودة النازحين السوريين وهناك إجماع وطني على ذلك باستثناء بعض الجميعات التي لا تؤيد ذلك، وعليه فإن العقبة هنا هي لدى الأوروبيين والأميركيين”.
وأكمل: “إذا كان مجلس النواب يريد إعادة النازحين فعليه أن يطالب الولايات المتحدة بإلغاء قانون قيصر المفروض على سوريا والضغط على أوروبا أيضاً لرفع العقوبات عن دمشق. وفي حال حصل ذلك وألغيت العقوبات، فإن سوريا قادرة على إستعادة عافيتها خلال سنوات، ولديها من القدرات البشرية والطاقات ما يكفي لذلك”.
جبهة إسناد غزة من لبنان مستمرة
وعلى صعيد المعركة القائمة بين لبنان وإسرائيل في الجنوب، قال نصرالله إن هدف تلك الجبهة هو الضغط لوقف الحرب في غزة، وقال: “هذه الجبهة مستمرة وهذا أمر حاسم ونهائي والأميركيون والفرنسيون سلموا بهذه الحقيقة. كذلك، فإن هذه الجبهة تطور من عملها تبعاً للتطورات وتفرض معادلات ميدانية”.
واعتبر نصرالله أن إسرائيل فشلت في حربها ضد غزة، مشيراً إلى أن تل أبيب عاجزة عن تحقيق أهدافها خلال هذه الحرب، وقال: “إسرائيل عاجزة عن استرداد أسراها، كما أنها حاجة عن تأمين سفنها في البحر الأحمر وعاجزة عن إعادة مستوطنيها إلى غلاف غزة والشمال. كذلك، نقول إن إسرائيل ستكون عاجزة عن حماية سفنها في البحر الأبيض المتوسط خلال المرحلة الآتية من التصعيد”.
وأكد نصرالله أيضاً أنّ “من جملة أهداف المقاومة الفلسطينية ومحور المقاومة التي أُعلن عنها كان إعادة إحياء القضية الفلسطينية والتذكير بفلسطين المنسية وحقوق شعبها في الداخل والشتات”، مشيراً إلى أنّ “مظلومية الشعب الفلسطيني اليوم يتحدث بها كل العالم وكل ما يحصل من تظاهرات في دول العالم هي من صنع 7 تشرين الأول وما بعده”.
وقال: “أهمّ مشهد سياسي يعبّر عن صورة انتصار فلسطين هو عندما رفع مندوب إسرائيل صورة القائد الكبير يحيى السنوار، وهذا المشهد هو صورة عن اليأس والاحباط والغضب”.