قد يكون العنوان الأبرز في التحرك المرتقب للحزب «التقدمي الاشتراكي» نحو بقية الكتل النيابية والأفراد من المستقلين غير المنضوين في كتل، محاولة إشراك الجميع وأخذ رأيهم في مقاربة الاستحقاق الرئاسي، بعيدا من «تعليب» مسبق للمشاورات، خصوصا تلك المتعلقة بتأمين وصول أحد «مرشحي الخيار الثالث» إلى القصر الجمهوري في بعبدا.
ينطلق رئيس «الاشتراكي» و«اللقاء الديموقراطي» النائب تيمور وليد جنبلاط في مبادرته من معقل حزب «القوات اللبنانية» في معراب الثلاثاء.
قد تكون صدفة تتعلق بالمواعيد، وربما هي إشارة إلى عدم استثناء أحد، وخصوصا الكتل الكبرى، في الكلام بشأن مرشح من «الخيار الثالث»، بعدما جرى سابقا البحث بين «الثنائي الشيعي» عبر موفدين من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، بشأن وصول اسم معين (ديبلوماسي وعسكري سابق) إلى القصر.
وفهم من اقتصار البحث مع باسيل من قبل «الثنائي»، ان التعويل على تسوية لا تشمل «القوات». من هنا فإن مبادرة «الاشتراكي»، الذي اعتاد منذ أيام رئيسه السابق وليد جنبلاط إمساك العصا من وسطها، تتضمن الانفتاح على الجميع، وتقريب وجهات النظر، لإنجاز تسوية محكومة بسقوف، وتحظى بقبول دولي وإقليمي، مهد لها وليد جنبلاط بلقاءات في فرنسا وقطر.
وقد يكون تحرك «الاشتراكي» بمثابة «قارب إنقاذ» للمبادرة الفرنسية الأخيرة، التي أخفق مبعوث الرئيس ايمانويل ماكرون الرئيس السابق للديبلوماسية الفرنسية جان إيف لودريان في ترجمتها إيجابا لدى الفرقاء اللبنانيين في زيارته الأخيرة، التي انتهت إلى خلافه بالشخصي مع أحدهم، بعد خلاف أول مع النائب جبران باسيل في لقاء بمنزل باسيل بالبياضة لم يصل إلى الدقيقة العاشرة بسبب فظاظة لودريان.
على أي حال، تنشط المبادرات الداخلية، ويأتي تحرك «الاشتراكي» ليعطي جدية على «إنتاج لبناني لحل مشمول برعاية دولية». والمهم تيقن التقاط الفرصة، وهذا شعار لطالما نادى به وليد جنبلاط الذي اعتبر عن جدارة «رجل التسويات».
وقال مصدر سياسي بارز لـ «الأنباء»: «ان وليد جنبلاط لا يمكن ان يقدم على خطوة مماثلة دون تنسيق مسبق مع حليفه العتيق الرئيس نبيه بري».
وغادر أمس إلى العاصمة القطرية الدوحة، وفد من حزب «القوات اللبنانية» ضم النائبين بيار ابو عاصي وملحم الرياشي وعضو الهيئة التنفيذية للحزب جوزف جبيلي، لتمثيل الحزب ورئيسه د.سمير جعجع في لقاء كبار المسؤولين القطريين. وتستمر الزيارة حتى يوم الخميس المقبل.
ناجي شربل وأحمد عز الدين – الانباء