فيما يترقب لبنان والمنطقة نتائج المفاوضات الجارية على خط الدوحة – القاهرة بين المقاومة الفلسطينية ووفد الاحتلال الإسرائيلي، تتجه الأنظار الى الرد المرتقب لباقي جبهات المقاومة لا سيما الرد الإيراني واليمني والعراقي، وسط تأكيد مصادر في محور المقاومة لـ”البناء” أن الردود الثلاثة آتية حتماً وستكون مفاجئة ولن تكون أقل قسوة من ردّ حزب الله.
وفيما يتجه العدو الإسرائيلي الى مزيد من التصعيد لا سيما في الضفة الغربية بعد انسداد أفق تحقيق انتصارات في غزة وسقوط الرهان على فرض معادلة جديدة في الجنوب على حزب الله، بقي ردّ المقاومة في لبنان ونتائجه على كيان الاحتلال وصنّاع القرار فيه، في صدارة الاهتمام.
وأكد مصدر مطلع في فريق المقاومة لـ”البناء” أن “الرد على اغتيال القائد الجهادي الكبير السيد فؤاد شكر حقق أهدافه الأساسية بمعزل عن الخسائر إذ ثبّت معادلة ردع جغرافية محددة: “تل أبيب مقابل الضاحية”، وبالتالي أعاد قواعد الاشتباك الى ما كانت عليه وأجهض خطة العدو بفرض قواعد اشتباك جديدة والضغط على حزب الله للتراجع عن إسناد غزة من الجنوب من خلال تجاوز الخطوط الحمر والتهديد بالحرب المفتوحة”، لكن المقاومة وفق المصدر لن توقف جبهة الإسناد مهما بلغت التضحيات ولن يستطيع العدو تغيير الوقائع الميدانيّة على الحدود بالقوة العسكريّة لاستعادة الأمن إلى مناطق الشمال وإعادة المستوطنين المهجرين اليها”، ولفت المصدر إلى أن “حزب الله اختار أهدافاً محدّدة ومدروسة للردّ على العدوان الإسرائيلي على الضاحية وليس رداً انفعالياً ومتهوّراً، وهو لم يستهدف المستوطنين المدنيين في كيان العدو ليس خوفاً بل لعدم منح حكومة الاحتلال ذريعة لتحريض الرأي العام الغربي وإعادة استقطابه لمصلحة “إسرائيل”، والسبب الثاني لحماية المدنيين في لبنان لا سيما في المدن”. وكشف المصدر أن “لدى قيادة المقاومة تأكيدات بوصول مسيّرات المقاومة الى مراكز الموساد في مرغليوت وسقوط خسائر”. وتساءل المصدر: لماذا لم تقدم “إسرائيل” أي دليل ينفي حصول خسائر أو صور حية وحديثة للقواعد المستهدفة أو على الأقل تنظيم جولة من إعلاميين يدورون في فلك الحكومة الاسرائيلية على هذه القواعد للتأكد من أنها لم تُصب بأي خسائر؟ ولماذا يفرض العدو رقابة عسكرية مشددة وطلب من الإعلام الالتزام بما يقوله الجيش؟
وفيما يتحدّث خبراء عسكريون عن احتمال أن تزوّد روسيا حزب الله بصور للأقمار الصناعيّة في الموقع المستهدَف في “تل أبيب”، تشير جهات استخبارية غربية لـ “البناء” الى أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية منعت أيّ مسيّرة أو جسم جوي من التحليق فوق مركز الوحد الاستخبارية 8200 التي استهدفها حزب الله.